أخبار وتقارير

عدن ..شرارة ثورة بسبب انقطاع الكهرباء

الأوضاع في عدن مضطربة في كافة المؤسسات الحكومية، وهناك تفاوت، من مؤسسة إلى أخرى، في حجم المشاكل ونوعها، وهذا يعني أن الحال الذي تعيشه عدن غير مطمئن.

تسبب الانقطاع المتكرر والطويل للكهرباء، وتردي خدماتها، بإشعال فتيل ما يشبه ثورة في عدن، فالاحتجاجات مستمرة منذ أكثر من شهرين، وحالياً يخرج، في الغالب، محتجون من أحياء مختلفة، في المساء بعد صلاة العشاء، إلى شوارع رئيسية يقومون بقطعها كتعبير عن احتجاجهم. يفترش بعضهم الطرق التي يقطعونها بالأحجار والبراميل، وينصبون فيها "المداكي"، فيخزنون، ويتناولون القهوة.

تحدثت "الشارع" مع عدد من أهالي عدن. وفي "المعلا" قال شخص عرف عن نفسه بـ"أبو أصيل" إن "الكهرباء في عدن تقطع عن بعض المنازل ما يقارب 6 ساعات وبالتناوب، فمثلاً الحي الذي يكون وقت انقطاع الكهرباء عنده من بعد صلاة الفجر مثلاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، يعيش سكانه حالة عذاب لمدة 6 ساعات، حيث تتحول منازلهم إلى جحيم من شدة الحر، ويضطر الرجال إلى الخروج من المنازل، وافتراش الطرق والحدائق إن وجدت، وتحت الأشجار في أرصفة الشوارع، وتحت ظلال العمارات والأماكن المفتوحة. أما النساء في داخل المنازل فيلبسن ملابس خفيفة ويقمن برش المياه أو يضعن قوالب الثلج على أجسادهن، فيما يتم وضع الأطفال الصغار في أحواض مائية أو داخل البوالد المليئة بالمياه الباردة حتى يتوقفن عن الصراخ".درجة الحرارة في عدن 39 – 41 درجة، وهذه حرارة غير عادية، وهي التي تدفع الأهالي للهروب من المنازل عند انقطاع الكهرباء، ولا يستطيعون النوم، أو الطباخة أو تجهيز متطلبات رمضان.

ناظم صالح قال لـ "الشارع": "الذي يزيد من قهرنا وغضبنا هو أن السلطة المحلية والحكومة يطلقون وعودا عديدة وتلك الوعود لا تحقق على الإطلاق، إضافة إلى أن هناك تعمدا واضحا لتعذيب أبناء عدن، فالمولدات الكهربائية وصلت الميناء ولم يقوموا بنقلها من رصيف الميناء إلا بعد أسبوع، والآن يعلم الله كم سيأخذون من الوقت حتى يتم تركيبها ومباشرة عملها، ولم يتم التحرك بسرعة لجلب المولدات الكهربائية إلا بعد أن خرج الناس إلى الشوارع، فالحكومة والسلطة المحلية هي التي تريد أن تبقي عدن في حالة هيجان دائم ولا يرغبون في استقرارها".

ومن خلال تجول في أحياء عدة داخل عدن، وجدت غضب الأهالي مرتفعا من المحافظ وحيد رشيد، الذي يتهمه كثيرون  بالوقوف وراء عملية تأخير تركيب المولدات، ويقولون إنه كان يرغب بأن ترسي مناقصة شرائها وتوريدها على شركة تابعة لحميد الأحمر، وعندما لم يتم ذلك تعمد إهمال متابعة هذه المولدات.


المياه تزيد الطين بله                                                                                                  

بدأت المياه في الأيام الأخيرة تنقطع عن أحياء عدة في مدينة عدن، بشكل أكثر من المعتاد. ورغم أن مؤسسة المياه استلمت، قبل أيام، مولدات كهربائية بمليوني دولار من أجل تشغيل مضخات المياه؛ إلا أن مشكلة انقطاع المياه مازالت مستمرة.

 وأوضحت للصحيفة مصادر حضرت أمسية رمضانية اجتمع فيها المحافظ رشيد برئيس مؤسسة المياه في عدن، أن الأخير أوضح للأول أن آبار المياه في عدن مهددة بالنضوب خلال العامين القادمين، وأنه يجب وضع خطة ضمن الاستراتيجيات القادمة للمحافظة لبناء مشروع يتم فيه تحلية المياه من البحر حتى يتم مواجهة هذه المعضلة.

وقال عدد من سكان عدن إن انقطاع المياه يسبب لهم متاعب كبيرة، خاصة في فصل الصيف، فمدينة مثل عدن يصعب على المواطنين فيها مواجهة عملية انقطاع المياه، بحكم شدة الحرارة، إضافة إلى أن أغلب البنايات القديمة والمجمعات السكنية غير مزودة بخزانات مياه أرضية، ويصعب على الأهالي حفظ كمية مياه تكفيهم حتى ليوم واحد.


وضع صحي متدهور                                                                                                                       

تُعاني عدن وضعاً صحياً متدهوراً رغم أن فيها 5 مستشفيات عامة (مستشفى الجمهورية، مستشفى 22 مايو، مستشفى عدن العام، مستشفى الوحدة، ومستشفى المصافي، إضافة إلى مستشفى باصهيب العسكري)؛ إلا أن هذه المستشفيات لا تقدم خدمات حقيقية للأهالي في هذه المدينة. الخدمات الصحية رديئة وغائبة.

العديد من المصادر الصحية قالت إن من يتولون عملية إدارة تلك المستشفيات، ومكتب الصحة برمته، يفتقدون إلى الكفاءة التي تؤهلهم للقيام بهذا الأمر.

 

محمد غزوان 

نقلاً عن يومية صحيفة الشارع 

زر الذهاب إلى الأعلى